رسالة الرئيس فرحات مهني إلى رؤساء الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية
ⴰⵏⴰⵠⴰⴷ  ⴰⵇⵠⴰⵢⵍⵉ  ⵓⵄⴺⵉⵍ
ANAVAD AQVAYLI UΣḌIL
GOUVERNEMENT PROVISOIRE KABYLE
PROVISIONAL GOVERNMENT OF KABYLIA
حكومة القبايل المؤقتة

رسالة إلى
أصحاب الجلالة والسمو والسعادة
رؤساء الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية

أصحاب الجلالة والسمو،
أصحاب السعادة،

بادئ ذي بدء، أغتنم فرصة انعقاد القمة الواحد والثلاثين لجامعة الدول العربية في الجزائر العاصمة، في الفترة من فاتح إلى 2 نوفمبر 2022، لأقدم إليكم تحياتي، متمنيا لكم الصحة الجيدة، وذلك نيابة عن حكومة القبايل المؤقتة في المنفى (أنافاد)، وأيضا باسم شعب القبايل الذي استُعمر وحُرم من حريته من قبل الدولة المضيفة، الجزائر

وبينما ترحب بكم، فإن الجزائر تمارس قمعًا شرسًا ضد شعب القبايل وتستعد لاقتراف إبادة جماعية في حقه تحت الاسم الرمزي: « عملية صفر قبايلي ». كانت الاعتقالات السياسية في منطقة القبايل، والتي أعقبها التعذيب، ولازالت تحدث بشكل يومي ولمدة ثمانية عشر شهرًا.
وحاليا، يوجد أكثر من خمسمائة معتقل سياسي وحوالي 50 ألف مواطن من منطقة القبايل ممنوعون من مغادرة الأراضي الجزائرية. لقد جعلت الجزائر من منطقة القبايل سجنًا في الهواء الطلق، ومعظم « الحراقة » الذين ينفقون ثروة لمحاولة العبور، على متن قوارب مهترئة، إلى الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، معرضين حياتهم للخطر، جلهم من سكان القبايل.

إن الجزائر لا تحترم مكانتها كعضو في جامعة الدول العربية من خلال ممارساتها الاستعمارية والعنصرية ضد السكان الأصليين في منطقة القبايل، هذا البلد الذي تسكنه 12 مليون نسمة ويتوفر على أكثر من 50000 كيلومتر مربع من المساحة.

وبينما تتمركز ثلثا القوات الجزائرية في القبايل، فإن ساكنة هذه المنطقة تقود معركة حضارية وسلمية من أجل حقها في تقرير المصير على أراضيها التي لا تمثل سوى 2٪ من مساحة الجزائر.

وبينما تمول الجزائر وتسلح حركات إرهابية (البوليساريو، حماس، حزب الله …) ضد عدد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (المغرب ولبنان والسلطة الفلسطينية …)، تسجن الجزائر وتعذب المواطنين العاديين الذين تتهمهم ب « الإرهاب » لمجرد نشر علم القبايل على شبكات التواصل الاجتماعي.

إن قمة الجزائر لا تهدف في الحقيقة إلى إعادة توحيد الصف العربي، بل بالعكس من ذلك تماما، ستساهم في إحداث مزيد من الانقسام بين البلدان العربية. إن الجزائر تسعى من خلال هذه القمة لتحقيق ثلاثة أهداف على الأقل:

سف « اتفاقيات إبراهيم » التي انضمت إليها معظم دول الجامعة العربية؛
.- تعزيز، من خلال حشد الدعم العربي، دعمها لروسيا لغزو أوكرانيا ولزعزعة استقرار أفريقيا الناطقة بالفرنسية من خلال ميليشيات « فاغنر »؛
.- الحصول على صمتكم عن قمعها للقبائل المسالمة والتي ستنفذ ضدها خطتها للإبادة الجماعية.

أصحاب الجلالة والسمو،
أصحاب السعادة،

لا أعتزم من خلال هذه الرسالة المتواضعة أن أطلب منكم مقاطعة قمة الجزائر، فإن دفاعكم عن المصالح العليا لوطنكم، وإحساسكم المستنير بالمسؤولية والشرف، كفيلان بترشيدكم أفضل مني.

بالمقابل، أكتب إليكم لأطلب منكم إلقاء نظرة كريمة تجاه شعب القبايل، والتعاطف مع ساكنتها ودعم مبدأ حقهم في تقرير المصير. فالقبايل ليست جزائرية، إنها قبايلية. ومن الناحية الرمزية، فقد قطعت بالفعل كل الروابط التي تربطها بالجزائر منذ مذبحة « الربيع الأسود » عام 2001، والتي ارتكبتها القوات الجزائرية ضد متظاهري القبايل السلميين، كما قاطعت منطقة القبايل جميع الانتخابات، وآخرها كانت أكثر من بليغة: مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 دجنبر 2019، وبالتالي فرئيس الدولة الجزائري ليس رئيسًا في منطقة القبايل؛ مقاطعة الاستفتاء الدستوري الذي نظم في فاتح نونبر 2020، ومقاطعة الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 12 يونيو 2021، الأمر الذي يبطل كل القوانين الجزائرية المتمخضة عن ذلك.
إن منطقة القبائل تطمح للعيش بحرية وسلام مع جيرانها والمشاركة في الازدهار الاقتصادي الدولي.

أصحاب الجلالة والسمو،
أصحاب السعادة،
سأكون سعيدا بأن يتم استقبالي من قبل سفارتكم في فرنسا، حيث أتمتع بوضع اللاجئ السياسي، لمناقشة أي قضايا ذات الصلة. إن المتعاونين معي من الحركة السلمية لتقرير مصير القبايل وحكومة « أنافاد » (حكومة القبايل المؤقتة) ملتزمون بالحفاظ على توطيد علاقات ممتازة وتكثيف تعاوننا معكم.

وإذ أرجو من الله أن يديم عليكم نعمة الصحة والسعادة والازدهار، فإنني أبعث لكم باحترامي وتحياتي القلبية.

المنفى (فرنسا)، في 25 أكتوبر 2022
فرحات مهني، رئيس حكومة القبايل المؤقتة (أنافاد)